|
|
تأمّلات في السفر |
 |
 |
 |
تجوال أريحا مدينة القمر
سامر الشّريف – أحد القائمين على صندوق "سفر" المحلّي في فلسطين
قبل ليلة من تجوال مدينة أريحا ووادي القلط، جلسنا أنا والحارث وحمدان ويسرى وسلوى وحسن ومبيض ومحمود عساف وأمسكنا اللوح وبدأنا نرسم الخريطة..
في تلك الليلة، شعرنا بمهابة حدث يوم غدٍ، وذلك حين بدأنا بجمع أعداد المشاركين من كل المناطق، واكتشفنا أنّ أحداً منّا لا يعرف أين ستقف الحافلة صباحاً في وادي القلط، وأين سينتظرنا منير! كنّا لا نعرف أيضاً أنّنا سنوزّع الدّراجات الهوائية في وسط مدينة أريحا، داخل دوّار مركز المدينة، وسنتدرّب على ركوب الدّراجة في طريق خلف المتحف الرّوسي وشجرة الجمّيزة، وأن الرّجل صاحب الحنطور قد لا يأتي!
كان محمد مبيّض يتحدّث عن البرنامج بالخُطوط العريضة. حسن كالعادة يتذمّر من الاجتماعات ويقول: "على الأرض، كلّ الأمور سهلة". يُسرى تُسايِرُنا. تتحدّث هي وحسن قليلاً. يُعِدّان شاياً للجميع. تعطي يسرى بعض الملاحظات المهمّة والمختصَرة. الحارث كعادته يأخذ كل شيء على عاتقه. وأنا أكتب على اللوح وأحاول "تجميع" تفاصيل التّجوال كلها في صفحة واحدة. وأخفّف العبءَ عن الحارث.
تتقفُ الحافلة أوّلاً. ثم ثانياً. نلتقي حينها بمجموعةِ بيت لحم، ومنير أيضاً. نبدأ المسير في الوادي. نمرّ عن الدّير مرورَ الكرام. الكثيرُ من الحوارات والكلام والابتسامات. ثم عند اشتداد المنحدر وضيق الطريق يكبُر الخوف. يتشبث بعضنا ببعض. نصل بسلام أخيراً...نتسابق باتجاه الحمّام.
تجربة سَفَر.. بالمُخْتَصَر!
أحمد سبسوب – متجوّل ضمن برنامج "سفر" فلسطين
في تجوالي الأخير بوادي القلط، اكتشفتُ كم هو مذهل هذا الوادي.. كنت أدوس على خُطا الآلاف، بل الملايين من البشر الذين عاشوا هناك ومرّوا من ذاك الممرّ الضّيّق.. تَرى الصّخور تراقبُك من كلّ مكان، كأنّها لوحاتٌ ترسم أقدار النّاس.. سبحان الله ما أجمل أرضي!!
مكان فيه أرواحٌ تطوف في كلّ الأرجاء، وإنْ صرختَ لا تعلم؛ هل توقظ أرواحَهُم أم إنّك تُسعِدُ صخوراً غافية استيقظتْ لكي تردّ عليك صَداك، وتقول لك: "أنت هنا، أنتَ الصّدى، وأنتَ تتحمل مسؤولية أن تبقى فلا ترحل". أترك جزءاً مني في كل بقعة أزورها.. في كلّ تجوال أتعلّق به، لا أشعر بتعبٍ أو كلل، ويُقلقني أن تمر لحظة دون أن أستمتع بها وبوجودها... يقولون "إن التقى عاشقان، فإنهما يكونان على القدر نفسه من الشوق والمحبة والإرادة". هناك رابط ما يُريدك أن تقترب أكثر، شغف الأرض أخبرني أنّها قد فرحت عندما لامست يدي حجارةٌ من أرضها، كنت أشعر أنّ الهواء الذي يضربُ بي تُشكّله أنفاسٌ شاخَت تتحسّس هويتي... وتفرح عندما أردّد بنفسي: "أحبّكِ أرضي". |
|
|
|
|
|
|
|
 |
|
في المعاني المختلفة لـ "جيرة"
|
|
 |
|
 |
|
 |
|
الجيرة معرفة وعلاقة قائمة على تبادل قيمي وتبادل منفعي محكوم بالصالح العام، وهي مساحة تعلُّم ومشاركة ودعم ومساندة وفرح ومواساة وإنتاج واحتفال وعمل مشترك ومعايشة وحياة.
الجيرة لا تكتمل إلا بقدرٍ من قبول التنوع والتعددية واحترام حريات الناس والحثّ على التسامح والفهم المتبادل، ولا تكون بالتسلط والحُكْمية واستباحة خصوصية الناس. في معناها الإيجابي هي تملَؤنا بالأمل، لأن الدنيا "فيها خير طول ما فيها جيرة" على حد تعبير المثل الشعبي.
مؤسسة رواد التنمية
الجيرة هي الإحساس بالمسؤولية. فالجيران كالأهل، وبالتالي فإن العلاقة تتعدى السؤال والطلب إلى أن تصبح مسؤولية. الجيرةُ أن نرى ونسمع ونحس بعضنا ببعض في الحي والشارع والمدينة، وهذا يشمل الناس والطبيعة أيضاً.. أن نحس بجيرتنا مع الشجر، فنهتمّ به ولا نقطعه؛ ومع الشارع، فنتأكد من الحفاظ عليه نظيفاً لنا وللآخرين، ولا نستخدم سياراتنا كثيراً كي لا نلوث المدينة؛ ونبتسم بعضنا لبعض أينما كنا، ونحترم الدَّور والنظام في المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، ولا نسْخر من الآخرين لأنهم مختلفون عنا.. والقائمة تطول.
الملتقى التربوي العربي
يخْطُر على بالي قيام جارتِنا بتعليم أمّي الطبخ. كانت سيدةً كبيرة السنّ وأمي عروس
لا تعرف كيف تطبخ. بالمقابل، كانت جارتنا ترافق أمي للتسوق بشكل أسبوعي لأن أمي
لديها سيارة، فكانتا تتسوقان معاً.
ميس
الحميمية التي اختبرْتُها في إربد افتقدْتُها في عمّان، أحسّ هنا بغربة. فكرة "جيرة" أشْعَرتني أنني يمكن أن أستعيد تلك الحميمية في مدينتي هذه.
فاطمة
|
|
 |
|
وتطيرُ الفراشاتُ بحثاً عن مساراتٍ تعلّميّةٍ جديدة..
|
|
 |
|
 |
|
 |
|
كما طبيعة الحال، سافر عنّا عام 2012 مليئاً بالكثير من الأفكار والأنشطة والمعارف الجديدة بتراكماتها الفكرية والشخصية، خُضْنا معها الكثير من التحدّيات. وحيث ليس ممكناً الاستقرار في سُكون، وبما أن حياة الملتقى بدأت بـ "قلب الأمور"، فإننا تَعلّمنا أنّ هذه التّقلبات غالباً ما تُنعشنا في النهاية، حتى لو كانت مُتعِبة أو مُسبّبة للقلق في حينه.
وللحفاظ على تجربةٍ دائمةِ التّبلور تراكميّةٍ متحوّلة، نبدأ عامَنا الجديد بـ "قلب الأمور"، حيثُ نودّع عدداً من أعضاء طاقم الملتقى، منهم من أمضى أقلّ من عام معنا، وثمة آخرون أمضوا أكثر من ثلاث سنوات. وفي ذلك ليس إلّا أنّ شكل وطبيعة تأثّرنا بهم سيتغيّر، حيث يبقون جزءاً من الفريق الأكبر الذي واكب مسيرة هذه المبادرة التي لم تكُن لَتستمر لولا جهود جميع الذين ساهموا فيها، موظّفين ومتطوعين على السواء، بما يمنح الغياب أكثر من معنى..
نشكرهم جزيلَ الشّكر:
تالا النّابلسي، مديرة البرامج ومديرة برنامج استكشاف عام 2012 والتي تركت بصمتها على البرنامج والملتقى ككل.
ريم أبو كشك، مديرة برنامج حكايا منذ حزيران 2011، كانت وما تزال عضواً حيوياً في الهيئة الاستشارية لبرنامج "حكايا".
سعاد نوفل، مسؤولة الإعلام والاتصال في الملتقى منذ أكثر من 3 سنوات وأحد أعلامه المميزين.
نور الدّين شبيطة، منسّق "جيرة" وأحد المتطوّعين الرئيسيين في هذه المبادرة.
ونتمنى لهم التّوفيق.
|
|
 |
|
You have received this email because you
are a member/subscriber of
www.almoultaqa.com When you joined this
program, you agreed to receive periodic
mailings of items we think you might find
interesting , to unsubscribe
click here
|
|
|
|
|