في هذا العام، كان لي موعد مع "الصيف الهندي" في مونتريال، وهو ذلك الموسم الذي لا يمكن أن نعيشه في مكان آخر. كما تقول كلمات أغنية "جو داسين"، فإنه الموسم الذي نعيشه في أميركا الشمالية فقط وقد أطلقت العنان لنفسي لأستمتع بكل تفاصيله.
في الأسبوع الأخير من شهر تشرين الثاني، كنت مدعوة للمشاركة في مهرجان الحكي في كويبك. وقد جمع المهرجان في الدورة الحادية عشرة عددا من المنظمين، والحكواتية وغيرهم من المهتمين بالحكي والذين أتوا ليشاركوا معنا في لقاء مميز. خلال يوم الافتتاح، ألقى مدير المهرجان مارك لايبرج كلمة أشار فيها إلى أهمية مبادلة الخبرات وأهمية المساحة التي يخلقها المهرجان ليمكننا من التعلم من تجارب المشاركين.
وأعلن المقدم اختيار نبيلة بني يوسف، وهي فنانة من أصل تونسي، كناطقة باسم المهرجان في اشارة إلى الاهتمام بالربيع العربي ومبادرة لتمكين فنانة عربية معروفة بأعمالها التي تتعلق بالهجرة للحديث باسم المهرجان، خصوصا وأن معظم أعمالها تدور حول بلدها الأم وبلد المهجر.

تصوير: كريستيانا اوليفر
حضرت ثقافة الأمم المختلفة في المهرجان، وقد عبرت عنها أعمال الحكواتية المميزين من أمثال روبرت ستيفن كروز، وهو ما يؤكد مرة أخرى على الدور المهم الذي يحظى به الحكواتية، فهم المسؤولون عن حفظ التراث الشفهي وذاكرة الناس الجمعية ونقلها إلى الأجيال القادمة. انها بالتأكيد مسؤولية الحكواتي أن يكتب لذكرياتنا الحياة وينقلها عبر الأجيال.
في مدينة مونتريال، كنا جميعا متعطشين لمعرفة المزيد عن أساليب الحكي المختلفة والتي تحاكي شخصياتنا وخلفياتنا المختلفة. في أحد العروض المميزة، ذهبنا إلى سوق جان طالون الأسبوعي، والذي بدت عليه مظاهر الاحتفال بعيد الهالوين حيث كانت ألوان القرع المختلفة منتشرة في المكان، وجاءت حشود من الناس إلى السوق، حيث جذبهم الحكواتية والموسيقيين الذين رافقوهم ودعوهم إلى الانضمام لنا. لقد كانت لحظات ممتعة تشد انتباه المارة وتأسرهم.
ها أنا في مونتريال، أكتشف حكاياتها وأقزامها والسناجب التي تختبئ تحت أشجارها في شارع سان دونيه. لقد جربت مذاق العالم الشمالي في شراب القيقب وفي دفء اللقاء الذي جمعني بآخرين لديهم الشغف ذاته للحكي!
فاطمة الزهراء/ بني ملال-المغرب |